شغف الطعام مع ديفيد روكو

أصبحت الجولات السياحية سيراً على الأقدام أحد أهم البرامج السياحية في أكبر المدن حول العالم، وكذلك الحال في مدينة ديربان. بيسيت ديربان هي إحدى المجموعات السياحية المجانية، ويُديرها مجموعة من الشباب المحترفين، اصطحبوا ديفيد في جولة خاصة في مدينتهم المحببة، وقدموا له دورة مكثفة تناولت بعض الأحداث التاريخية التي جرت في هذه المدينة، مع زيارة إلى أحد أهم المعالم السياحية لتناول أشهى المأكولات. ومن خلالهم، تعرف ديفيد على مدينة -ثريَّة بتاريخها وثقافتها- بُنيت على أكتاف الهنود المهاجرين، وتشهد الآن انتعاشاً اقتصادياً واجتماعياً قد تستشعره في جميع الأذقَّة بالشوارع وعند جميع بائعي الطعام.

تقع بلدة لاليبيلا النائية الصغيرة عند سفوح تلال إثيوبيا من جهة الشمال. وتُعد لاليبيلا واحدة من أكثر الأماكن المقدسة حول العالم، خاصة أثناء الاحتفالات الأسبوعية لعيد الفصح. شاهد ديفيد جميع الشعائر والطقوس والتقاليد التي يعود تاريخها إلى أكثر من 1000 عام، وهو يزور الكنائس ذات التصميم المعماري الرائع المنحوتة في باطن الصخر. ويكمن جزء كبير من الاحتفال بعيد الفصح عند الأرثوذكس في لاليبيلا في "كسر الصيام" بعد صيام لفترة كبيرة استمرت 55 يوماً. ساعد ديفيد في إعداد الطقوس التقليدية لعيد الفصح، من خلال زيارته سوق الفصح الكبير، والجزار، وأخيراً إعداد الوجبات اللذيذة الشهية التي يسعد جميع أفراد الأسرة بتناولها.

تُعرف نيروبي بأنها مدينة قاسية مليئة بالجرائم والفساد السياسي، لكنها عالمية ومتعددة الثقافات. لمعرفة المعنى الحقيقي لأن تكون كينياً؛ يقابل ديفيد مجموعة متنوعة من الفنانين المحليين وروَّاد الأعمال الذين كانوا مرآة للمُتع والتحديات وحيوية الحياة في المدينة وأحياء الأقليات. يعرض شعب نيروبي تراثهم وما هم شغفون به من خلال الموسيقى والفنون والأداء.

تذهب أسرة روكو في رحلة إلى محمية ماساي مارا؛ لتخوض تجربة مصيرية حقيقية وفريدة من نوعها. مغامرة إلى السفاري سيضعها الجميع في أول قائمة أمنياتهم. يتعلمون هناك أشياءً مختلفة عن دورة الحياة ويقضون يوماً مع قبيلة ماساي الرحَّالة في قريتهم. يتعلم ديفيد درساً مباشراً عن معنى أن تكون محارب ماساي تقليدياً؛ حيث يتعرف على دورهم في المجتمع وعلى شعائرهم واحتفالاتهم.

في مدينة مازالت تتطور في هويتها بعد عصر التفرقة العنصرية، جعل مشهد فن الشارع العظيم من جوهانسبرغ مدينة الفن الحديث الأكثر تقدماً في أفريقيا. يقضي ديفيد يومه في استكشاف المدينة مع رسامي الجرافيتي المحليين ويتعرف على تاريخها ويتذوق عينة من مطبخها الشعبي. بدءاً بشوارع قرية براي الجانبية وصولاً إلى الأسواق العالمية الحديثة، يثبت الطعام في جوهانسبرغ أن هذه المدينة نقطة مركزية للانفجار الثقافي ذي الجوانب المتعددة في أفريقيا.

اشتهرت مدينة سويتو التي نشأ بها "نيلسون مانديلا" و"ديزموند توتو" بأنها موطن أبطال جنوب أفريقيا، وكانت منطقة سويتو في أعوام ماضية معروفة بأنها إحدى ضواحي جوهانسبرغ النائية. يتعرف ديفيد على المحليين ويتذوق طعامهم المنزلي المشوي اللذيذ، ويكتشف أن هناك الكثير عن سويتو لا تدركه الأبصار. ينمو هذا المجتمع المترابط بفنه الرائع وثقافة الرقص المفعمة بالشغف والحيوية؛ ليصبح مدينة عظيمة قائمة بذاتها.

مع إشعار مدته 12 ساعة فقط لحضور عرس في عاصمة تنزانيا، كان لحسن حظ ديفيد أنه في دار السلام -مجمع ضخم للأزياء والنسيج والتجارة بالساحل الشرقي لأفريقيا- فبالرغم من عدم تمكنه من الاندماج مع المحليين في العرس، إلا أنه حظى بتذوق الطعام المحلي المتوفر في سوق شاطئ كوكو وذهب في نزهة خارج المدينة الصاخبة إلى قرية صيد هادئة للاستمتاع بسوق أسماكها الطازجة. بعد قضائه وقتاً مع صاحب فندق محلي قد بنى مملكته من المواد المعادة التدوير والمستصلحة، يمرح ديفيد في الأجواء الهادئة للسكان وفي مجتمعهم المبدع المترابط.

يتحدث ديفيد مع العديد من الإثيوبيين الأصليين الذي قضوا معظم حياتهم خارج البلاد وعادوا مؤخراً إلى العاصمة أديس أبابا. يدرك ديفيد أن الروح الحقيقية للدولة -بالرغم من اشتهارها بالفقر والمجاعة- تكمن في الأجيال الصغيرة الذين تقودهم دوافعهم نحو ريادة الأعمال والحفاظ على ثقافتهم الفريدة نحو تمهيد مستقبل جديد لإثيوبيا الحديثة.

في أعقاب احتلال إيطاليا لأديس أبابا لمدة 7 سنوات، تشابك كمٌ هائل من الثقافة الإيطالية مع إثيوبيا الحديثة التي تمثلها مدينة أديس أبابا الآن. يجتمع ديفيد مع صديقه الإيطالي فابريسيو الذي يفخر ببلاده والذي قضى طفولته في أديس أبابا، ليسترجعا معاً ذكريات الماضي التي عفى عليها الزمان؛ بدايةً من مقاهي إسبرسو وصولاً إلى المطاعم الإيطالية الراقية، تضم العاصمة الإثيوبية العديد من المفاجآت غير المتوقعة للإيطاليين والأوروبيين على حدٍ سواء.

عند وصوله إلى زنجبار -جزيرة خلابة تشتهر بشواطئها الرملية البيضاء الواسعة وبوتقتها الثقافية التي تجمع بين الثقافة الأفريقية والعربية- فُتن ديفيد بالسكان المحليين وطريقة حياتهم الهادئة؛ فقد اجتمع مع صاحب أعمال شاب يقوم ببناء المراكب المعدة للسكن؛ حيث يجني من ورائها المال ويحقق النجاح في مجال السياحة، وتعاونا معاً في طهي وإعداد بعض المأكولات البحرية الطازجة للأصدقاء المتواجدين على متن القارب. بعد ذلك تجول ديفيد في الشوارع المتعرجة والأسواق الملونة في ستون تاون مع اثنين من الموسيقيين حيث يتعلم أموراً عن كفاح النساء المسلمات المبدعات في هذا المجتمع الأبوي.

يسافر ديفيد من الطريق المعزول في زنجبار إلى قرية جامبياني؛ حيث يكون شعار "Pole-Pole" أو "Slowly-slowly"، ويكون الناسُ ودودين ومرحبين. يقضي اليوم مع مالكة فندق إيطالية تحب الجزيرة لدرجة أنها جعلتها موطناً لها، ويشهد الحياة اليومية للسكان المحليين، من حصاد الأعشاب البحرية في المياه الضحلة الشاسعة عند المد المنخفض، إلى الصيد باستخدام الرمح؛ للحصول على الأخطبوط الطازج، وشواء المأكولات البحرية الطازجة مباشرة على الشاطئ.

يأخذ كل من الطاهي المحلي والطاهي أندرو دريبر ديفيد في رحلة طهي عبر مسقط رأسه في ديربان، جنوب أفريقيا. بدءاً من المقاهي العصرية الشائعة وصولاً إلى أسواق الشوارع الضخمة، يحصلون على مذاق الطعام الذي يأكله السكان المحليون، مع التركيز على كميات كبيرة من لحوم BBQ'D. اتجهوا خلال جولة الطعام هذه إلى الساحل إلى فندق "ذا أويستر بوكس" الجميل، حيث استمتع ديفيد بالشمبانيا لتكتمل متعة وجبة المحار الطازج الذي يتم جمعه من البحر مباشرة بواسطة مدير الفندق نفسه. تنتهي جولة الطهي هذه بحفلة موسيقية لجوقة ديربان الإنجيلية للاحتفال بيوم الحرية، وهو يوم عطلة وطني في جنوب أفريقيا.

لاليبيلا في إثيوبيا، تبدو لأول وهلة وكأنها مدينة خارج حدود الزمان، ولكن عند إمعان النظر، يمكنك رؤية اقتصاد المدينة المزدهر والنمو السريع لسكانها، وهو ما يمنحها الأمل في مستقبل مشرق جديد. يقضي ديفيد الوقت مع بعض السكان المحليين ليتعرف على رؤيتهم لمستقبل مشرق، وقد تعلم كيفية صُنع بعض المنتجات الأساسية الإثيوبية مثل، شيرو، وإينجيرا، وبربري، وهو مزيج تقليدي للتوابل الإثيوبية لا يمكن الاستغناء عنه في العديد من الأطباق.