يُحسب يوم تجاوز موارد الأرض عن طريق قسمة القدرة البيولوجية للكوكب (كمية الموارد البيئية التي تتمكن الأرض من إنتاجها في العام) على البصمة البيئية للإنسان (متطلبات الإنسان لهذا العام) وتُضرب في رقم 366، وهو عدد الأيام في سنة 2020: (القدرة البيولوجية للكوكب/ البصمة البيئية للإنسان × 365 = يوم تجاوز موارد الأرض).
يوم تجاوز موارد الأرض 2020 : 26 يوليو
اعتباراً من يوم 26 يوليو ، سيستهلك الإنسان موارد طبيعية في عام 2020 تساوي ما يمكن للكوكب بأسره أن ينتجه طوال عام كامل. لا يبدو أن هناك أي تغيير سيؤثر في أيٍّ منا حتى الآن، ولكن بصورة عامة نحن نستنزف قدرات كوكب الأرض. ينذر يوم تجاوز موارد الأرض باقتراب موعد حلول المشكلة- وها هو يضيء الضوء الأحمر خمسة أيام مبكراً عن العام الماضي.
فكرة يوم تجاوز موارد الأرض من ابتكار شبكة البصمة البيئية العالمية، وهي مجمع تفكير يعمل على تنسيق الأبحاث، وتطوير المعايير المنهجية، وتزويد صناع القرار بقائمة من الأدوات التي تساعد الاقتصاد البشري في تقديم أنشطته داخل نطاق الحدود البيئية لكوكب لأرض.
لتحديد تاريخ يوم تجاوز موارد الأرض كل عام، تعمل شبكة البصمة البيئية العالمية على حساب عدد الأيام في ذلك العام التي تمكنت فيها القدرة الحيوية لكوكب الأرض على استيفاء البصمة البيئية للإنسان. وما يتبقى منها يُعد تجاوزاً للموارد على مستوى العالم.
ردود الأفعال
"إنها قضية مُلحَّة ومفهوم يوم تجاوز موارد الأرض هو أحد الطرق التي تساعدنا في تصوُّر مدى خطورة الأمر". -د/ بيتر رافين، رئيس لجنة البحث والاكتشافات في مؤسسة ناشونال جيوغرافيك والرئيس الفخري لحديقة ميسوري النباتية.
"عن طريق المعلومات الدقيقة والموثوق بها حول نسبة الإنتاجية المستدامة في العالم، صرَّحت شبكة البصمة البيئية العالمية بأننا نستخدم أكثر من 50% من الإمكانات المتاحة بالفعل"، هذا ما ذكره د/ بيتر رافين رئيس لجنة البحث والاكتشافات في مؤسسة ناشونال جيوغرافيك والرئيس الفخري لحديقة ميسوري النباتية. (وهو أحد روَّاد مجال علم النبات والبيئة في العالم وأحد المدافعين عن التنوُّع الحيوي العالمي، مما جعل مجلة التايم الأمريكية تصفه بأنه بطل هذا الكوكب)، وأضاف أن جميع سكان العالم استهلكوا ما تنتجه الطبيعة في عام واحد بحلول يوم تجاوز موارد الأرض الذي يوافق يوم 26 يوليو لهذا العام. "وفي واقع الأمر فإننا سنتغذى على مواردنا المُدَّخَرة لباقي أيام العام!"
لا مجال أمام بعض الدول للحاق بالركب
يقول رافين: إنه لا يوجد مجال لبعض الدول لتلحق ببقية الدول، حيث تزداد احتياجات بعض الدول الأخرى عما هو متوفر لديها. ويضيف: "وصل تعداد سكان الأرض إلى 7.4 مليارات شخص، بمعدل نمو يصل إلى 250,000 ألف شخص في اليوم، ومن المتوقع أن نصل إلى 9.8 مليارات شخص خلال 34 عاماً بحلول عام 2050". يتطلب علاج الأمر استقرار تعداد السكان، وانتشار العدالة الاجتماعية والمساواة حول العالم، فضلاً عن أهمية دور التكنولوجيا المتطورة للتوصُّل إلى حل، ولا يمكن تحقيق المشاركة العادلة حول الكوكب إلا من خلال التغيير الأخلاقي والمعنوي في كل مكان. يتسم الجنس البشري بواحدة من أبشع الصفات وهي قدرته على قتل بعضه بعضاً للحصول على ما يريده، وقد وصل عدد ضحايا الحروب إلى ما يزيد على 200 مليون شخص خلال القرنين الماضيين. إنها قضية مُلحة، ومفهوم يوم تجاوز موارد الأرض هو أحد الطرق التي تساعدنا في تصوُّر مدى خطورة الأمر".
نحن نستنزف ما يقدمه كوكبنا إلينا، مما يؤدي إلى انخفاض الموارد المتاحة أمامنا عاماً بعد الآخر. — د. ستيوارت بيم، أستاذ دوريس ديوك لعلم الحفاظ على البيئة في كلية نيكولاس للبيئة في جامعة ديوك.
العبء يقع بصورة غير متكافئة على الفقراء حول العالم
"عندما يحين يوم تجاوز موارد الأرض، فهذا يعني أننا استهلكنا كل موارد الكوكب البيئية المُدَّخَرة وأننا في طريقنا إلى استهلاك الموارد الأساسية". هذا ما أضافه ستيوارت بيم، أستاذ دوريس ديوك لعلم الحفاظ على البيئة في كلية نيكولاس للبيئة في جامعة ديوك (وهو عضو فخري في لجنة البحث والاكتشافات في مؤسسة ناشونال جيوغرافيك). كل ما في الأمر أننا نستنزف ما يقدمه كوكبنا إلينا، مما يؤدي إلى انخفاض الموارد المتاحة أمامنا عاماً بعد الآخر. إن تقلُّص مساحات الغابات وانخفاض أعداد الأسماك في المحيطات وانكماش الأراضي الصالحة للزراعة، كل هذا من الأعباء التي تقع على عاتق الفقراء من جميع أنحاء العالم".
تجاوز قدرة المحيطات على تقديم المزيد إلينا يعرضنا جميعاً -أي الإنسان والبيئة- إلى الخطر. — د. لالي ليشتنفلد، المؤسس الشريك والمدير التنفيذي لصندوق الشعب الأفريقي والحياة البرية
استحالة تقدير قيمة فصائل الحيوانات التي فقدناها
تجاوز قدرة المحيطات على تقديم المزيد إلينا يعرضنا جميعاً -أي الإنسان والبيئة- إلى الخطر، هذا ما ذكرته لالي ليشتنفلد المؤسس الشريك والمدير التنفيذي لصندوق الشعب الأفريقي والحياة البرية (وهي داعمةٌ لمبادرة القطط الكبيرة التابعة لمؤسسة ناشونال جيوغرافيك) حيث تقول: "لقد وصل معدل خسارة فصائل الحيوانات إلى معدلات غير مسبوقة، ورغم تمكُّننا من حساب قدرة الكوكب الحيوية، إلا أنه من المستحيل تقدير قيمة الفصائل التي نفقدها من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والبيئية كذلك، من الواضح أننا في حاجة إلى إيجاد التوازن المثالي لكيفية استغلال موارد الأرض".
*تم نشر هذا المقال على ناشونال جيوغرافيك العالمي في عام ٢٠١٦، لقد تم تحديثه وإعادة نشره لعام ٢٠٢٠.