تخفي هذه المملكة الساحرة فيما وراءها جانباً وحشياً فيما يصلها بولاية فلوريدا، تلك هي البيئة المثيرة التي تموج بالحياة البرية حيث تتجلى بها الدراما في عالم لا هوادة فيه بين متاهات المستنقعات التي تواريها أشجار السرو العتيقة، والشواطئ المكتظة العامرة والجزر المرجانية. ولنا قصتان تأخذاننا إلى أعماق هذه الغابة المتوارية عن الأبصار لتضعانا في قلب الأحداث بها وتميطا اللثام عن تجمع مذهل لحيوانات مفترسة مهيبة تثير الوحشة، كما نشاهد فن المراوغة يمارسه من يريد النجاة بحياته هرباً ممن يغير عليه ويشكل خطراً داهماً على حياته، وما ذلك إلا صراع في سبيل العيش والازدهار وسط هذه الجنان المذهلة والتي لا تخلو من كونها عنيفة في بعض الأحيان. فالتماسيح الكبيرة تبسط هيمنتها على الممرات المائية الداخلية، حيث تكافح ثلاثة من صغار قطعانها ليكملوا عامهم الأول في المستنقع. ولكسب لقب ملوك المستنقع يجب عليهم أولاً أن يتواروا عن أنظار قتلتهم - من الثعابين السامة والأسماك المفترسة النهمة، بل وحتى ممن هم من بني جلدتهم ويكتسون بكسوتهم. وعلى الشواطئ الصاخبة ووسط التيارات القوية لجداول الخليج ثمة جنة أخرى ولكنها وحشية. فهنا تبدأ صغار السلحفاة ملحمة الأوديسة الخطرة من الشواطئ القاتلة لتدخل مياه الأطلسي المفتوحة حيث تسبح قطعان خروف البحر في ظل تضييق حريتها من مهاجميها ومن القوارب التي تجوب مياه الخليج بغرض النزهة في سعي منها للتنعم بالمياه الدافئة والحصول على الغذاء، كما تهددها التماسيح التي تجوب مياه الشواطئ المرجانية في شكل دوريات تترقب الفريسة في جنوب فلوريدا بحثاً عن وجبة سهلة وغنيمة. وفي ظل هذا المشهد السينمائي المذهل، ترقب كاميرات فلوريدا الوحشية شخصيات فريدة ذات كاريزما من نوع خاص تجوب بالمشاهد خلال ساعتين من العمل الدرامي المليء بالأحداث وتسلط الضوء على نمط الحياة الأصيل لحياة "البرية" للدولة المشرقة سماؤها.
دليل الحلقات
فلوريدا البرية: قاطعة القواطير
تسلط هذه الحلقات المميزة الضوء على المناظر الطبيعية الشاسعة والحياة البرية الجميلة في ولاية فلوريدا.
فلوريدا البرية: ساحل التماسيح
تُعد فلوريدا موطناً لعدد من أكثر الأماكن المميزة والحياة البرية في أمريكا بدايةً من جزر كيز مروراً بمنطقة ايفرجليدز وشواطئ بانهاندل ذات الرمال البيضاء.